المحتويات:
١. البداية الأريانية الجاوية.
٢. لماذا أُطلق عليه اسم الأرياني؟
٣. ولماذا يُسمى بخوري؟
٤. رحلة استخراج الدهن الأرياني.
٥. الرائحة: لماذا هو مميز؟
٦. عبق الملوك والأثرياء والوجهاء.
٧. صناعته في العصر الحديث.
٨. التعاون مع الحرفيين المحليين.
في أرض السهول الجبلية الخصبة، حيث تتنفس الطبيعة بعمق بين الوديان والجبال، تقع مدينة غابات أريان في أدغال مدينة جاوة الأندونيسية، والتي تحكي قصة تُراثية تتجاوز حدود الزمان والمكان.
بين صخورها الصامتة وأشجارها العتيقة، وُلد "الدهن الأرياني البخوري"، عطرٌ يحمل في طياته عبق التراث الجاوي وروح الأصالة.
البداية الأريانية الجاوية:
قبل سنوات، كان هناك شاب يُدعى داهور، يعمل في تجارة البخور والعطور، يجوب الأسواق الجاوية بحثًا عن منتجات فريدة.
في إحدى زياراته إلى قرية نائية في أدغال أريان، لاحظ رائحة غريبة وقوية تملأ الأجواء مع غروب الشمس، سأل أحد السكان المحليين، وهو شيخ يُدعى يعقوب الجاوي، عن سر هذه الرائحة، فأجابه بابتسامة غامضة: إنها نفحات الدهن الأرياني، إنها هدية الأرض لمن يعرف قيمتها.
قاد الشيخ يعقوب داهور إلى شجرة غريبة كانت أوراقها تتراقص مع النسيم، وكأنها تُحيي من يقترب منها، عند جذع الشجرة، كان هناك سائل داكن يتساقط ببطء، قال الشيخ: هذا هو أساس الدهن الأرياني البخوري. لكن إنتاجه ليس سهلا أبدا.
لماذا أطلق عليه اسم الأرياني؟
الدهن سُمّي نسبةً إلى أدغال أريان، الذي تُعد تربته الغنية ومناخه من الأسباب الرئيسية التي تُميز هذا النوع من الدهن، تُعتبر أشجار العود التي تنمو في أريان نادرة، وتحتاج إلى سنوات طويلة لتنتج راتينجًا عطريًا بهذا العمق والجودة.
ولماذا يسمى بخوري؟
الرائحة التي يطلقها الدهن الأرياني عند استخدامه تُشبه البخور في عمقها وكثافتها، ولكنها تحمل نغمات أكثر دفئًا ودخانًا، مما يمنحها طابعًا فريدًا يميزها عن بقية الأدهان، يُقال إن هذا الدهن كان يُستخدم في المجالس الجاوية الملكية لتعطير الأماكن ولإضفاء أجواء من السكينة والهيبة.
رحلة استخراج الدهن الأرياني:
1. اختيار الأشجار:
بدأت رحلة داهور في فهم عملية استخراج هذا الدهن كما علمه يعقوب الجاوي، علمه أن الأشجار التي تُنتج الراتينج المستخدم تحتاج إلى عشرات السنين لتنضج، تُصاب الشجرة بجرح طبيعي أو اصطناعي، مما يدفعها لإفراز مادة راتينجية عطرية كآلية للدفاع.
2. جمع الراتينج:
كان فريق من الحرفيين المحليين يجمعون الراتينج يدويًا في مواسم محددة، حيث تُصبح الزيوت العطرية أكثر تركيزًا في الأشجار.
3. التقطير:
علم داهور أن الدهن يُستخرج باستخدام عملية تقطير تقليدية تتطلب صبرًا ودقة، يُغلى الراتينج مع الماء في أوعية فخارية لعدة أيام، ويتم جمع الزيت الناتج بعناية شديدة.
4. التعتيق:
أوضح الشيخ عبدالغني أن الدهن الأرياني لا يصل إلى جودته المثالية إلا بعد تعتيقه لمدة تتراوح بين 3 إلى 5 سنوات، خلال هذه الفترة، يُصبح الدهن أكثر عمقًا وسلاسة، مما يزيد من قيمته.
الرائحة لماذا هي مميزة؟
الدهن الأرياني البخوري يُعتبر فريدًا لرائحته الغنية التي تتطور بمرور الوقت.
في البداية: تفوح رائحة دخانية مكثفة تُشبه عبق البخور العربي التقليدي.
في المنتصف: تتحول الرائحة إلى نغمات خشبية دافئة تُشبه رائحة العود الممزوج بالعنبر.
في النهاية: تنتهي بنغمات زهرية خفيفة مع لمسة من الحلاوة الطبيعية.
عبق الملوك والأثرياء والوجهاء:
كان هذا الدهن يُعتبر كنزًا في بلاط الملوك، كان الملك يقوم بتعطير مجلسه الملكي قبل الاجتماعات الهامة، يعتقد أن هذا العطر يُضفي هيبة وسكينة على المكان، ويعزز من قوة المفاوضات والقرارات، بفضل رائحته الفواحة والطاغية.
صناعته في العصر الحديث:
مع تطور صناعة العطور، بدأ متجر قصص العود في التعاون مع الحرفيين المحليين في أريان لتقديم هذا الدهن إلى العالم، قاموا بتطوير تقنيات حديثة تعزز من جودة الإنتاج دون المساس بالطابع التقليدي للدهن.
التعاون مع الحرفيين المحليين:
درب فريق المتجر الحرفيين على استخدام تقنيات متقدمة في التقطير لضمان نقاء الدهن، وحرصوا على الحفاظ على الاستدامة، من خلال زراعة أشجار جديدة لتعويض الأشجار المستخدمة.
الدهن الأرياني البخوري ليس مجرد عطر، بل هو قصة تُحكى عن أدغال أريان وأرض جاوة العريقة، كل قطرة منه تحمل روح الطبيعة وتاريخًا طويلًا من الحرفية والتقاليد.
🟤 احجز الآن:
واستمتع بتجربة الرائحة الفخمة التي تعكس جمال الدهن الأرياني البخوري من متجر قصص العود.
🟤 اقرأ أيضا: