المحتويات:
١. البداية: اللقاء الأول مع شجرة الأكويلاريا.
٢. أسرار العود اللاوسي: لماذا هو فريد؟
٣. كان مختلفا.
٤. رحلة الاكتشاف: قطع العود وتجفيفه.
٥. أسرار التسمية: لماذا سُمّي بالعود اللاوسي؟
٦. درجات العود اللاوسي: كيف تعرف الأصلي؟
٧. الختام: العود الذي يوحّد مختلف الأنفاس.
في أعماق غابة "هوانغ ساي"، التي تعانق سماء لاوس بطبيعتها البكر وهدوئها الساحر، كانت تتراقص بين أشجار الأكويلاريا أسرارٌ لم تُروَ بعد.
غابة خيالية كأنها رسمت على يد فنانٍ أبدع في تشكيل ظلالها وألوانها، حيث تتشابك الأغصان مثل أنامل تبحث عن خلاصٍ أبدي.
في هذه الغابة تحديدًا، بدأ فصلٌ جديد من أسطورة بخور العود اللاوسي الفاخر، حكاية تحمل في طياتها أسرارًا وعجائبًا تُذهل كل من يسمعها.
البداية: اللقاء الأول مع شجرة الأكويلاريا:
في يومٍ خريفي، وبينما كانت الرياح تحمل معها رائحة المطر الأولى، كان هناك شاب يُدعى "ليان"، صيّاد أحلام، يبحث عن كنزه الخاص في أعماق الغابة.
"ليان" لم يكن كأي مغامر؛ كان يملك حاسة سادسة تُرشد قلبه إلى ما هو ثمين. على دربه التائه، قادته خطواته إلى شجرة باسقة تنهّد جذعها بحزن، وكأنها تخفي سرا كبيرا.
انحنى ليان ليشتم رائحة الشجرة، فاكتشف عبقا ساحرا لم يعرف له مثيلا من قبل.
اقترب منه عجوز حكيم يُدعى "لاي سو"، كان يعيش وحيدا في كوخٍ خشبي قرب النهر، أخبره الحكيم أن هذه الشجرة هي من نوع "الأكويلاريا"، شجرة نادرة، لا تُفرز عطرها إلا إذا جرحتها الحياة، وهكذا، بدأ البحث عن جوهر العود اللاوسي، الذي سماه الحكماء بـ"دموع الشجرة".
أسرار العود اللاوسي: لماذا هو فريد؟
روى "لاي سو" لـ"ليان" سر العود اللاوسي، قال له:
"هذه الشجرة تحمل قلبا مكسورا، عندما تخترقها الحشرات أو تصاب بمرض، تبدأ بإفراز راتينجٍ داكنٍ غني بالعطور؛ كاستجابة دفاعية، هذا الراتينج هو ما نسميه العود."
كان مختلفا:
بخور العود اللاوسي كان مختلفا، يعود تفرده إلى الجغرافيا الغنية للتربة اللاوسية، التي تمنح الراتينج عمقا عطريا معقدا يمزج بين نغمات خشبية دافئة وأخرى زهرية ناعمة.
أطلق "لاي سو" على هذا العود اسم "نفحة الأبدية"، لأنه يدوم طويلا.في ذاكرة من يشمه، كأنما يحمل معه قصصا من عصور غابرة.
رحلة الاكنشاف: قطع العود وتجفيفه:
قرر "ليان" أن يخوض مغامرة أخرى لاكتشاف طرق استخراج هذا الكنز. بمساعدة "لاي سو"، تعلّم أن قطع العود يتطلب دقةً وهدوءا واحترافية عالية.
1. المرحلة الأولى: القطع:
تُستخدم أدوات حادة مثل المناشير الدقيقة لاستخراج الخشب دون الإضرار بجوهر الشجرة، يجب أن تتم هذه العملية بعناية فائقة، لأن أي خطأ قد يفسد الراتينج الثمين.
2. المرحلة الثانية: التجفيف:
يوضع الخشب المستخرج تحت أشعة الشمس لمدة أسابيع، ليجف ويصبح جاهزا لإطلاق عطره الفريد، في بعض الحالات يُستخدم التجفيف بالدخان للحصول على درجات أعمق من الرائحة.
3. المرحلة الثالثة: التصنيف:
يُصنف العود إلى درجات، بناءً على جودة الراتينج وكثافة عطره، تُعتبر الدرجة الأولى، أو ما يُطلق عليه "العود الملكي"، الأغلى ثمنا، بينما تتفاوت الأسعار للجودات الأدنى.
أسرار التسمية: لماذا سمي بالعود اللاوسي؟
عندما سُئل "لاي سو" عن سبب التسمية، قال بابتسامة مليئة بالغموض:
"العود اللاوسي يحمل روح هذا المكان؛ فهو لا ينبض إلا إذا عاش في هذه الأرض، كما أن رائحته تُشبه غناء الطيور هنا: مميز وفريد."
وأضاف أن كلمة "لاوسي" تعني في لغتهم المحلية "الهبة"، وفعلا أهدت هذا العود للعالم كهبة ربانية جميلة للغاية.
درجات العود اللاوسي: كيف تعرف الأصلي؟
كان "ليان" يرغب في بيع العود، لكن "لاي سو" حذره قائلا: "ليس كل ما يُباع في السوق عودا أصيلا، عليك أن تميّز بين الدرجات.
1. الدرجة الملكية:
يتميز بلونه الداكن وقوامه الصلب، عند حرقه يُطلق رائحة غنية تتغير مع الوقت، تبدأ بنفحات خشبية، وتنتهي بعبير زهري.
2. الدرجة الوسطى:
أفتح لونا وأقل كثافة في الرائحة، يُستخدم غالبا في المناسبات اليومية.
3. الدرجة العادية:
خفيف الرائحة وسريع الاحتراق، لكنه يحمل روح العود.
الختام: العود الذي يوحد مختلف الأنفاس:
بعد شهور من العمل الشاق، استطاع "ليان" أن يطلق مشروعا صغيرا لبيع العود اللاوسي الفاخر، لكنه أدرك أن هذا العود ليس مجرد بخور يُحرق، بل هو جسرٌ بين الأنفاس، لغةٌ يفهمها الجميع مهما اختلفت ألسنتهم.
وفي إحدى الليالي، وقف "ليان" على قمة تلٍ، يشعل قطعة من العود، ويراقب دخانها يتصاعد نحو السماء، كان الدخان يحمل معه رسالة:
"حتى الجروح يمكنها أن تُثمر عطرا خالدا".
وهكذا، أصبح العود اللاوسي أكثر من مجرد بخور؛ أصبح رمزا للحياة التي تصنع من الألم جمالا أبديا.
🟤 احجز الآن:
واستمتع بتجربة الرائحة الفخمة التي تعكس جمال عود لاوسي الغابات الفاخر من متجر قصص العود.
🟤 اقرأ أيضا: